علاج إدمان الحشيش

بقيت خرافة أن الحشيش عقار لا يسبب الإدمان راسخة بمكانها لا يستطيع أحد مهما بلغ من العلم أن يزحزحها عن مكانها، حيث ظل يُنظر إليه خطئًا باعتباره ليس من المحرمات كالخمر، ولا يسبب أعراضًا انسحابية كالهيروين والكوكايين.
وبمرور الوقت واتساع المعارف وحلول اللحظة المناسبة لاكتشاف الحقيقة، وجد الناس أن الحشيش لا يختلف عن أنواع المخدرات الأخرى، فهو يؤثر في الإنسان على المستوى الكيميائي والسلوكي. كما يؤدي التعاطي المستمر للحشيش إلى الاعتمادية على المخدر وطلبه باستمرار، بالإضافة للتعرض لأعراض الانسحاب إذا ما تم التوقف عن استخدامه بشكل مفاجئ.
وتشير الدراسات أن الحشيش هو ثاني أنواع المخدرات استخدامًا حول العالم بعد الكحوليات. ويؤكد مكتب مكافحة المخدرات والجريمة المنظمة التابع للأمم المتحدة أن 1 من كل 9 أشخاص يتعاطون الحشيش حول العالم يصبح مدمنًا عليه بالمستقبل، كما يبدأ 1 من كل 6 يدمنون على الحشيش في التعاطي خلال سن المراهقة.
ومهما يُقال عن التأثيرات التي تنتج عن تعاطي الحشيش فإنها تظل تختلف من شخص إلى آخر، فهناك من يتعاطونه فيصابون بنوبات ضحك هيستيري، والبعض الآخر يشعرون بالسعادة والاسترخاء، فيما يفقد نوع ثالث القدرة على الشعور بالوقت. ويمكن القول بأن المشاعر الإيجابية الناتجة عن تعاطي الحشيش تبقى لفترات قصيرة ولا تلبث بعدها أن تتحول للقلق وبعض الاضطرابات النفسية كالاكتئاب.
ومهما كانت نتائج تعاطي الحشيش فإن جميعها ناتجة عن تأثير المادة الفعالة المعروفة بـ “THC” الموجودة بنبات القنّب الهندي، وهو المادة الأصلية التي يصنع منها المخدر. وعند تعاطي الحشيش فإن مادة “THC” تنتقل مع بعض المكونات الفعالة الأخرى من الدم إلى المخ.
وهذه المادة الفعالة شبيهة بمواد كيميائية موجودة داخل مخ الإنسان، وتفرز عند الشعور بالسعادة، فيما تتبدل الأمور إذا كان لها مصدر آخر، حيث يتوقف المخ عن إفرازها، ويؤثر ذلك على مناطق المتعة والذاكرة والتركيز والتنسيق الحركي وعمل الحواس والإدراك، كما يؤثر ذلك أيضًا على تطور الجهاز العصبي المركزي.
وتتمثل الأضرار التي تصيب المخ من تعاطي الحشيش في تضرر بعض المناطق الحيوية الموجودة فيه من المواد الفعالة، مثل منطقة الحصين، وهي المسئولة عن صنع الذكريات الجديدة، ومنطقة المخيخ المسئولة عن تنظيم توازن الجسم وسرعة رد الفعل والاستجابة للمواقف المختلفة.

كيف يتحول متعاطي الحشيش لمدمن ؟

بتكرار استخدام الإنسان للحشيش فإن المخ يتكيف مع المواد الفعالة، وذلك عن طريق وقف إفراز بعض المواد الكيميائية كما سبق التوضيح، وبالتالي تحدث بعض الأعراض المزاجية التي لا تزول إلا بالعودة لاستخدام المخدر مرة ثانية، وهي التي يطلق عليها الأعراض الانسحابية.

وقد تشمل الأعراض الانسحابية للحشيش أيضًا:

  • الأرق، والذي قد يتحول في بعض الحالات إلى أرق مرضي
  • الإصابة بالأحلام والكوابيس المزعجة
  • الإصابة بالاكتئاب
  • المعاناة من حالة غضب شديد وتهيج عصبي
  • القلق
  • الأعراض النفسية قد تتطور للإصابة بالذهان العقلي
  • فقدان الرغبة الجنسية
وتزول هذه الأعراض خلال فترات تبدأ من 21 يومًا وقد تستمر إلى 3 شهور، وربما أطول من ذلك مع بعض الحالات. ومن الممكن أن تصاحبها بعض الأعراض الجسدية الأخرى مثل:
  1. الصداع
  2. التعرق
  3. فقدان الشهية
  4. السعال
  5. ارتعاش الأطراف

تغير مكونات مخدر الحشيش وارتفاع مخاطره الإدمانية:

خلال السنوات الأخيرة تغيرت المكونات التي يصنع منها مخدر الحشيش بشكل كبير، حيث تشير الأبحاث إلى أن نسبة المادة الفعالة قد تضاعفت بالأنواع الموجودة بالأسواق حاليًا عدة مرات.
وأدت زيادة نسبة المادة الفعالة إلى مشكلات صحيحة غير محدودة، تبدأ من مخاطر سرعة إدمان المخدر، وحتى تطور الأمراض والاضطرابات النفسية إلى أمراض عقلية كالذهان والبارانويا. ولهذا أصبحنا نجد بعضًا من مدمني الحشيش أصبحوا لا يستطيعون التمييز بين الأحداث الواقعية والخيالية.
كما أدى ذلك أيضًا لزيادة نسب طالبي علاج إدمان الحشيش في المراكز والمصحات. ويفسر ذلك بقوة الاضطرابات الصحية والنفسية التي يشعر بها المتعاطون، وتجعلهم يفقدون السيطرة على حياتهم بشكل كامل.

الحشيش بوابة مرور لتعاطي المخدرات:

تؤكد دراسات طب الإدمان أن تعاطي الحشيش في الغالب ما يسبق استخدام أنواع مخدرات أخرى أكثر ضررًا وتأثيرًا كالأفيونات والأمفيتامينات. فالتغيرات الكيميائية التي يسببها المُخدر بالمخ يمكن أن تجعل المتعاطين أكثر تقبلًا لتعاطي عقاقير أخرى، ويزيد ذلك بالتأكيد من مخاطر تطوير الإدمان.

علاج إدمان الحشيش :

غالبًا ما يكون الشخص المدمن مترددًا في طلب علاج إدمان الحشيش ، والأمر قد تكون له أسباب نفسية مثل اعتبار العقار أقل في الخطورة من أنواع أخرى، أو أن المتعاطي لا يعتبر نفسه مدمنًا من الأساس.
ولذلك فإن الخطوة الأولى والأهم في مشوار علاج إدمان الحشيش هي إقرار المتعاطي بأنه يعاني من مشكلة يستوجب معها حصوله على المساعدة اللازمة والدعم لكي يتخلص منها، كما يجب أن يقر بأن تلك المشكلة تتسبب في عرقلة خط سير حياته وتجلب له الكثير من المنغصات.
وقد يكون من الصعب الحصول على اعتراف صريح ومباشر من الشخص المدمن بوجود المشكلة، وهنا يكون دور الأسرة والأصدقاء المقربون الأوفياء في إقناعه بضرورة الحصول على العلاج بعد التأكد من إدمانه بواسطة تحليل المخدرات.

برامج علاج إدمان الحشيش :

تقدم برامج علاج إدمان الحشيش خيارات يمكن من خلالها التعافي والإقلاع عن التعاطي، حيث يحصل المريض على نمط جديد من العلاج، يُسمى بالعلاج المزدوج، وسمي بهذا الاسم لأنه يجمع بين العلاج الطبي الدوائي والعلاج النفسي السلوكي التأهيلي.
فمن ناحية تساعد طرق علاج إدمان الحشيش بالأدوية على التخفيف من الآلام الجسدية والحالة العصبية للمريض، ومن ناحية أخرى تمنع طرق العلاج النفسية والسلوكية عودته للتعاطي بعد الشفاء وتحول دون انتكاسة حالته.
وتفيد برامج علاج إدمان الحشيش في أنها تبصر المرضى بعيوبهم التي قادتهم بالسابق للتعاطي والإدمان، كما تعلمهم بالوقت ذاته أساليب جديدة يتعاملون بها مع التحديات التي تعترض طريقهم بالحياة.

Comments

Popular posts from this blog

اعراض انسحاب الشبو

علاج ادمان الخمر

علاج إدمان الأستروكس